قصیدة: کل أخواتی/ همه خواهران من
قصیدة: کل أخواتی
(د. حجة بقائی)
کل أخواتی
زوجة الوزیر
التی، بنظرة یقظة
تسحب الأمل من الملفات
وتضعه فی جیب القانون
طفلة الشارع
التی تبتلع طفولتها بأکملها
برائحة الدخان والبیع المتجول
ولا تزال محتفظة بابتسامة
لا تستطیع التخلص منها.
کل أخواتی
المرأة
التی تُحرک العالم کله فی الهایبر مارکت
بصوت "التالی، من فضلک"
ولا تزال
تفکر
بحبیبها
الذی انخفضت درجاته فی الریاضیات.
والمرأة
التی تبیع الزهور بجانب الإشارة الحمراء
بحجابها المتعب
وزهورها المبهجة
لتأخذ خبزها المسائی
من قلب القرون والجذوع
جمیعهن فی قلبی یحملن اسم "أخت".
حتى سائقة التاکسی التی تُغنی أغنیتها المفضلة فی زحام الصباح الصاخب، غیر مُبالیة إن کان هناک من یُعبس خلفها. أو الطیارة التی تربط السماء کوشاح بشعرها الطویل المُحنّک، وتهبط بالطائرة بابتسامة أخیرة، مُطمئنة کأم. أخواتی نساءٌ یسیرن تحت وطأة الحکم المُستمر، بأحذیة الصبر ومظلات الأحلام. أتمنى زلزالًا... لیس من الأرض، بل من القلوب، یُزلزل کل جدران الغموض! أتمنى أن یسیر الناس فی الشوارع دون طاقات سلبیة، دون ندوب على ألسنتهم، دون شتائم عنصریة وجنسیة، وأن یُغیروا التاریخ بـ"صباح الخیر". لنتعلم الحب، لا بلمسة عابرة، ولا بشهوة مُرتعشة، بل بالاحترام. لنتعلم الحب، کأم تُقبّل طفلها، لیس من أجل نفسها، بل من أجل طفولته.
ولعل یومًا ما، حین تشعر الفتاة الوحیدة فی الزقاق عند الغسق، بأنها أخت، لا فریسة فی الظلام. إذا کتبتُ قصیدةً عن امرأة، أو فتاة، أو أم، أو سیدة، أو أخت، فلیس ذلک لأنی شاعر، بل لأنی لم أنسَ بعدُ أن أکون إنسانة.
---
الاثنین، ٣ أغسطس، الموافق ١٤ أغسطس، هو الیوم العالمی للأخوات...
+مذکرات مستشارة بحث وتطویر
---
همه دختران من/
دکتر حجت بقایی